في عام ١٩٦١م ،اجتمع أعضاء لجنة مسجد دارالمحسنين(بان ضان) وعمدة الحي ،ورأوا أن فكرة تعليم الطلاب عند الشيخ محمد صالح في بيته أمر مثير للإهتمام ، حيث أن بيته لايكفي للكثير من الطلاب الذين تتزايد أعدادهم على مر الأيام ويشكلون بعض الصعوبة والمضايقات لأهل الشيخ محمد صالح. حتى اتفقوا على أن يتم بناء مدرسة يُدَرس فيها علوم الدين الإسلامي السمح، وبعد ذلك، قاموا بعقد اجتماع حول موضوع بناء مدرسة على حساب مال المسجد، وبعدها عملوا بما اتفقوا عليه وقاموا ببناء مدرسة فوق قطعة أرض تابعة للحاج (إسحاق) والحاجة (طؤ تيم بوسبا)، وبدأ البناء بمبنى خشبي مكونة من طابقين وبدأ العمل ببنائه في صباح يوم الأحد من شهر ذو الحجة في سنة ١٣٨١ للهجرة، الموافق١٩٦١ للميلادي
 
وفي نفس هذه السنة سافر الحاجي شمس الدين وانج فاكدي إلى مكة لأداء مناسك الحج ولهذه المناسبة قام بزيارة السيد أمين وأخذا يتناقشان في موضوع بناء المدرسة لتدريس وتعليم الدين الإسلامي ، وهنا ، رفع السيد أمين يديه داعياً إلى الله تعالى وراجياً من رحمته البركة والنجاح لهذه المدرسة لتزيد للدين الإسلامي قوةً وعزةً ، وطالبا من الله أن يقوى سمعة هذه المدرسة في جميع مستوى العالم الإسلامي

ثم قام أعضاء لجنة المسجد والمهندسون المعماريون بالتعاون معاً في بناء المدرسة بدون أخذ أي اعتبار في تكاليف البناء. وانتهى البناء تقريباً في شهر واحد وبدأ التعليم مباشرة. وقدم الطلاب للتسجيل من جميع أنحاء البلاد، ولم تكن للمدرسة أي مبنى سكني ليسكن الطلاب الفادمون من خارج المدينة فيها، فوجب على هؤلاء الطلاب البحث عن سكنهم بأنفسهم. فقام الحاج عيسى والحاجة حبيبة نوراك بإعطاء الإذن لاستخدام قطعة أرض لهم قريبة من المدرسة لأجل بناء سكن للطلاب فوقها أو مايسمى ب(فونق) لفترة محدودة ليسكنوا فيها الطلاب لأجل التعلم حتى يجدوا لهم على أرض مناسبة. وبعد ذلك، أخذ الطلاب في ازدياد وليس على المعلم الوحيد آن ذاك أن يستطيع بتعليم هذا العدد من الطلاب، فوجب عليهم البحث عن معلمين آخرين لمساندة الشيخ محمد صالح، وكان أعضاء لجنة المسجد في ذلك الوقت أعضاءً للجنة التعليم في المدرسة أيضاً ومسؤولين عن المدرسة. فقاموا بأمر الطلاب في المراحل المرتفعة بتدريس الطلاب في المراحل الأدنى منهم، لتخفيض مايواجهه المعلم من ضغط التدريس. ولم يكن المعلم آن ذاك يريد أي مقابل لما يقوم به من تعليم، وقد كرس حياته في التعليم كما جعل حياته للدين والتدريس. وأصبح المعلم مصدر احترام كبير في ذلك المجتمع. وكان يعرف ب(أستاذ محمد فاي ) حيث أن اسمه الحقيقي كان محمد بن صالح
 
المدرسة التي تم بناؤها لم يكن تحت مسمىً رسمي ولم يكن لها أي ارتباطات رسمية بالحكومة وكانوا ينادونها بمدرسة الأستاذ محمد. حتى اتفق أعضاء لجنة التعليم بوضع اسم لهذه المدرسة تتعلق بما يقومون به من تعليم الدين الإسلامي ولأجل مستقبل صالح إلى أن قرروا بأن يضعوا لها اسم {مفتاح العلوم الدينية }.
 
وبعد ذلك في عام ١٩٧٥م قام المعلم محمد بن صالح بتقديم الأوراق والمستندات الرسمية للمدرسة إلى وزارة التعليم في الدولة لكي يأخذ الإذن في إفتتاح المدرسة رسمياً تبدأ من المرحلة الإبتدائية إلى المرحلة الثانوية وكان المعلم محمد في ذلك الوقت مديراً للمدرسة.
 
وبعد الإفتتاح لمدة قصيرة أخذ عدد الطلاب يزداد، وقد حصل بعض الطلاب على منح إلى دول الخارج ومن بعض هذه الدول هي ( المملكة العربية السعودية، جمهورية مصر العربية، تونس، الجزائر، ليبيا، قطر، ....إلخ ).
 
لم تكن للمدرسة في ذلك الحين أرض خاصة لها وبشكل رسمي بل كانت مستعارة من أناسها.
 
وفي عام ١٩٧١ م قام لجنة أعضاء لجنة التعليم بالتخطيط لشراء أرض للمدرسة، واتفقوا على أن يقيموا حفلة تهدف لجمع التبرعات والمساعدات لتغطية تكاليف المدرسة وما يتعلق بها. حتى استطاعوا شراء أرض تخص المدرسة مساحتها ٣٨۰ مترمربع. وقام أصحاب المدرسة بجعل المدرسة تحت مسؤولية وتصرف أصحاب مسجد دارالمحسنين ب(بان ضان ) حتى يأخذوا الحرية في تطوير البناء أو توسيعه وهذا يشمل سكن الطلاب.
 
وبعد ذلك ، قام أعضاء لجنة المسجد وأعضاء التعليم بالتخطيط لتطوير وتوسيع المدرسة لأن المدرسة كانت مبنية من الخشب ومكونة من طابقين فقط. فقاموا بالمشروع حتى أصبحت المدرسة كما ترونه الآن تحظى من الراحة في التعلم والتعليم . وكان شيخ الإسلام آن ذاك يقوم بالمسؤولية عن المدرسة من نواحي التنظيم والتدريس كما كان يقوم بالتعليم بنفسه حتى كان في مكانة حب الوالد لدى الطلاب وكان يحب الطلاب ويعاملهم كما يعامل أبناءه .
 
ومع ذلك، كان يقوم بالتعليم في بيته بعد صلاة الفجر وكان الطلاب متحمسون جداً لذلك. ومع مرور الوقت شعرشيخ الإسلام بالمرض وكانت صحته غير مستقرة، ونظراً لعدم استقرار صحة الشيخ، تم إيقاف التعليم في فترة بعد صلاة الفجر ورأى سكان الحي بأنه يجب على الشيخ أن يأخذ الراحة الكاملة وعدم إجهاد نفسه بالقيام بأي شئ آخر.
 
والآن، تحصل المدرسة على المسؤولية التامة من قبل مسؤولي المسجد ببان ضان، وعلى الرعاية الكاملة من قبل معلميها وطلابها الجادون في القيام بواجباتهم.
 
والذين يقومون بالمسؤولية عن المدرسة الآن هم :
 

الحاج: عثمان بن محمد صالح - مسؤول المدرسة.
والأستاذ: حسيني شمس الدين – مدير المدرسة.
والأستاذ: آرون والأستاذ: آدم – كبارالمعلمين بالمدرسة.

وبقية المعلمين وعددهم عشرون معلماً، يقومون بأداء واجباتهم نحو الطلاب الدارسين في المدرسة وواجباتهم نحو الدين والوطن .
 

إعداد وتقديم :

فهمي موسى